الدراجات الهوائية : من نقل الأحياء لنقل الاموات

عندما نقرأ عنوان :’الدراجة الهوائية : من نقل الأحياء لنقل الأموات’ فإن تفكيرنا يتوجه لمنطقة لم تبقى فيها مقومات الحياة بسبب حرب او بسبب كارثة طبيعية, لكن بعدما نعرف ان المقال يتكلم عن مدينة بقلب اوروبا وهي بروكسل (عاصمة بلجيكا) فإننا نستغرب ذلك, لكن كما يقال إذا عرف السبب بطل العجب,

سيدريك فانهورنبيك هو رئيس شركة متخصصة في خدمات الجنازات (تعاونية Alveus منذ 2013) وبمناسبة الإحتفال بالذكرى العاشرة لتاسيس شركته أطلق فكرة تأسيس مشروع “كوربيسيكليتي” وهو عبارة عن مزيج بين الدراجة الهوائية أو الكهربائية و النعوش (توابيت الموتى)

لسيدريك فانهورنبيك فلسفة تعتمد على تقديم المزيد من الجنازات الصديقة للبيئة، فسابقا كان يقدم توابيت من الورق المقوى في إطار العمل على مشروع نقل الموتى بطريقة بيئية لكن بعد 2018 واجه الوباء وبعض الصعوبات التنظيمية لغاية اكتشافه دراجة شحن ” بمساحة تحميل تبلغ 2.30 متر في المقدمة، والتي يمكنها حمل حمولة تصل إلى 400 كجم “. 

يقول سيديريك :  
“إنها مجرد مبادرات صغيرة، ولكنها تحمل قيمة رمزية قوية. بطبيعة الحال، هناك الكثير من النقاط التي يمكننا أن نعمل فيها بشكل أفضل، والتي قد يكون تأثيرها كبيراً” فقد تطورت ممارسات الجنائز بالدراجة الصديقة للبيئة بسرعة لتتوافق مع المخاوف البيئية. تقليديا، كان الدفن والحرق هما الخياران الرئيسيان ومع ذلك فإن البدائل الجديدة الصديقة للبيئة، مثل المعالجة بالتبريد أو المعالجة بالماء أو التحويل إلى سماد، تكتسب شعبية متزايدة. وتأتي هذه الأساليب المبتكرة استجابة لرغبة متنامية في تقليل التأثير البيئي للجنازات. 

ليس فقط سيدريك ببروكسل من بادر بنقل النعوش بدراجة هوائية, في ألمانيا وفرنسا والعديد من الدول الغربية مؤسسات توفر هذه الخدمة المميزة والتي تناسب في كثير من الحالات الطرق المثالية لمسايرة مسيرة نقل النعش من الكنيسة الى المقبرة.

وهذه بعض الصور من اماكن مختلفة من أوروبا